السلام عليكم.. عمري قارب الثالثة والعشرين مشكلتي أنني غير حازم مع من أتعامل معهم، سواء كانوا من الكبار أو من الصغار.
وهذا أمر يقلقني جدا لأنني مقبل على مرحلة التدريس والتربية، والتعامل كذلك مع زوجة وأولاد ومجتمع، فما الحل؟؟؟
يمكنني تقديم مزيد من المعلومات: أنني أبتسم دائمًا- دائما بمعني الكلمة-، وهذا ما يضيعني في المواقف التي تحتاج إلى حزم وإبعاد لهذه الابتسامة!!!!
لدرجة أنني ربما أبتسم في المشكلات التي يتعرض لها الآخرون، بل والتي أتعرض أنا لها، مما يعطي انطباعا لمن معي بأنني غير مهتم او أشمت فيه أو أنني لا أقدر أي شيء وساذج!!!
أخي الحبيب:
أهلا ومرحبا بك على الموقع.
تعاني من ما تسميه أنت عدم الحزم ودوام الابتسامة حتى في المواقف التي لا تتطلب هذا وكنت أتمني أن تتعمق قليلا في الحديث عن سماتك الشخصية وخلفيتك الأسرية حتى يمكننا الحكم بدقة على ما تعانيه.
عزيزي: في حدود ما أسلفته أنت في رسالتك فلا يوجد اضطراب نفسي معروف بل ما لديك هو ما نطلق عليه اضطراب الشخصية لقد عرفت منظمة الصحة العالمية اضطرابات الشخصية بالتالي:
«هو نمط من السلوك المتأصل السيئ التكيف، والذي ينتبه إليه عادة في مرحلة المراهقة أو قبلها. ويستمر هذا السلوك في معظم فترة حياة الرشد.
وإن كان في الغالب يصبح أقل ظهورًا في مرحلة وسط العمر، أو السن المتقدمة.
وتكون الشخصية غير طبيعية إما في انسجام وتوازن مكوناتها الأساسية، أو في شدة بعض هذه المكونات، أو في اضطراب كامل عناصر الشخصية، ويعاني بسبب هذا الاضطراب، إما صاحب هذه الشخصية، أو الذين من حوله، ولذلك تكون هناك آثار سلبية لهذه الشخصية المضطربة على الفرد، أو على المجتمع من حولها».
العوامل المسببة لاضطرابات الشخصية:
1 – الاستعداد الوراثي.
2 – تجارب الطفولة المعززة للسلوك المنحرف عند الطفل ومن أسباب ذلك:
أ – مكافأة الطفل على سلوك خاطئ (نوبة غضب أو سلوك عدواني).
ب – طفل الطاعة العمياء.
جـ – نمط الأسرة السائد: " أبوان مستبدان، متسلطان،متسيبان".
د – التمثل في انحرافات الشخصية بالوالدين أو بآخرين لديهم انحرافات مشابهة مثل الممثلين واللاعبين…
عزيزي سأحاول أن أكمل ما ينقص من معلومات ويمكنك محاولة التأكد من هذه العناصر التالية
• يتميز بالاحتياج المبالغ فيه لأن يحظى بعناية الآخرين لدرجة الانقياد لهم مع سلوك متشبث بالآخرين وخوف من مواقف الفراق.
• يجد صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية دون إرشاد ومساندة الآخرين.
• يجد صعوبة في التعبير عن عدم موافقته للآخرين بسبب خوفه من أن يفقد مساندتهم أو استحسانهم.
• يحتاج أن يتولى عنه الآخرون المسئولية فيما يختص بمسائله الشخصية الهامة.
• يجد صعوبة في أن يبدأ أعماله بنفسه لأنه يفتقد للثقة فى تقديراته وقدراته.
• يبذل مجهودا كبيرا ليحصل على رعاية الآخرين ومساندتهم لدرجة أنه يتطوع بأداء أشياء لا يحبذها.
• بشعر بعدم الارتياح وقلة الحيلة عندما يكون وحده بسبب مشاعر الخوف الشديدة، من ألا يستطيع العناية بنفسه.
• عندما تنتهي علاقة حميمية يبحث على وجه السرعة عن علاقة بديله لتكون مصدر الرعاية والدعم له.
• يشغله خوف غير واقعي أن يتركه الآخرون ليعتني بنفسه.
فإذا توافرت لديك عدد من العناصر السابقة فأنت تعاني من الشخصية الاعتمادية.
العلاج: يكون بصورة أساسية نفسي وقد يحتاج المريض إلي بعض الأدوية ويكون العلاج في صورة:
العلاج التحليلي:
ويهتم برؤية المريض للأحداث من حوله باعتبار أنها ربما تشكلت من خلال علاقاته الإنسانية في حياته المبكرة. ومن خلال استبصار المريض بالعلاقة بين خبراته المبكرة وواقعه، يمكن أن يحدث التغيير نحو الأفضل.
العلاج المعرفي:
ويهتم بتشوهات الإدراك التي تكونت نتيجة تبني أفكارًا غير عقلانية لمدة طويلة.
وتهدف إلى مساعدة المريض في التعرف على هذه التشوهات والأفكار ومن ثم تعليمه الأسلوب الأمثل للتغيير.
أما العلاج الدوائي فإن دوره في علاج اضطرابات الشخصية محدودٌ جدًا.
ولكنه يمكن أن يستهدف أعراضًا محددة أو اضطرابات نفسية أخرى قد يتزامن وجودها مع وجود اضطراب الشخصية في مرحلة ما.
يحتاج العلاج إلى عدة سنوات لإحداث تغيير حقيقي أنتظر أن تراجع ما سبق وإذا احتجت استشارة أخري فأهلا بك.
الكاتب: د. علي إسماعيل عبد الرحمن
المصدر: موقع المستشار